تطور رونالدو من لاعب مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد ويوفنتوس

“الماكنة التهديفية”، هكذا أطلق عليه خلال مسيرته وسيرته المهيمنة والعالقة في الأذهان حتى وقتنا هذا، كريستيانو رونالدو، أحد أفضل لاعبي كرة القدم في العالم إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق، حاز على انتباه الكثير من الأندية العملاق بعد تألقه في مانشستر يونايتد، إلا أن ريال مدريد كان له الأفضلية في الحصول على توقيعه ليلقب بعدها بـ “الأسطورة”.
انتقل كريستيانو رونالدو للعب مع نادي يوفنتوس أشرس الأندية الكروية في إيطاليا، لكن يبقى السؤال هنا، هل تغير أسلوب لعبه بعد تحقيق العديد من الألقاب؟
بداية مسيرة كريستيانو رونالدو الكروية
في سن الـ 17 عاماً، ظهر كريستيانو لأول مرة مع فريق سبورتينغ لشبونة في كأس الاتحاد الأوروبي، بعد دخوله في نصف الشوط الثاني من المباراة التي جمعته مع فريق بارتيزان، الجدير ذكره هنا، أن اللاعب لم يكن يتمتع ببنية جسدية كاملة كما يبدو عليه الان.
فريق سبورتينغ كان يرى بأن لديهم لاعباً مميزاً، لكنهم لم يعلموا كيفية استغلال مهاراته وسرعته وتطوير مستواه وتوظيفه في المركز المناسب له، نتيجة لذلك، تم تصعيده إلى الفريق الأول كما يحدث مع جميع اللاعبين الشباب المميزين، عمل فريق لشبونة جاهداً للتركيز على مهارات رونالدو المتميزة في: السرعة العالية، فتح المساحات داخل الملعب قدرته المهارية في التغلب على الخصوم واحداً لواحد فضلاً عن قوة تسديداته من مسافات طويلة بكلتا قدميه.
هكذا تغلب اليونايتد على بقية الأندية وحاز على توقيع اللاعب
بعد المباراة الودية التي جمعت فريق مانشستر يونايتد وسبورتينغ لشبونة قبل موسم 2003، أصبح السير فيرغسون عازماً على الحصول على توقيع اللاعب مهما كلف الثمن، كما أن كشافي فريق مانشستر يونايتد راقبوا اللاعب منذ فترة وكان اسمه أول الأسماء المطروحة على الطاولة لدى مسؤولي إدارة النادي للتعاقد معه.
معظم الأندية العريقة كانت تسعى للحصول على توقيع اللاعب منهم: أرسنال، وفالنسيا، وبرشلونة، إلا ان يونايتد تغلب على العديد من هذه الأندية وحصل على توقيع اللاعب.
وصل كريستيانو رونالد إلى إنجلترا متعطشاً لخوض تجربة فريدة وجديدة من نوعها مع نادي عريق مثل مانشستر يونايتد، حيث ورث قميص أسطورة النادي ” ديفيد بيكهام” الذي بدوره انتقل إلى نادي ريال مدريد، فجاء دور رونالدو ليعوض اللاعب، نظراً لتشابه المهارات الكروية بينهم.
حاز رونالدو على حب جماهير الأولد ترافورد، فأصبح الجميع يتغنى به وينادي باسمه في الملعب، الأمر الذي شجعه للتعبير عن نفسه وهذا يعني شيئاً واحداً فقط في لغة كرة القدم وهو: المراوغة وتسجيل الأهداف.
المهاجم المركزي لفريق يونايتد، فان نيستلروي الذي اعتاد دائماً الحصول على الكرة العرضية _على طبق من ذهب _من قبل المهاجم ديفيد بيكهام لم تعجبه العرضيات التي كان يرسلها له كريستيانو رونالدو، فكان كثير الشكوى وإلقاء اللوم على كريستيانو رونالدو.
في عام 2006، اتخذ مانشستر يونايتد قراره ببيع مهاجمه فان نيستلروي إلى ريال مدريد، لكي يمهد الطريق لكريستيانو رونالدو من أجل الاعتماد عليه وتعويض المهاجم السابق(نيستلروي) الذي بلغ من العمر 30 عاماً.
رونالدو: الرابح الأول في تعاقدات فيرجسون
لم يستطع اليونايتد الفوز بالدوري على مدى ثلاثة مواسم_ وهذه تعتبر أطول فترة جفاف منذ 15 عاماً_ حيث أنهى الدوري بفارق 14 نقطة عن صاحب المركز الأول.
تسلم المهاجمين رونالدو وواين روني زمام الأمور بعد فترة انتقالات شهدها النادي للعديد من اللاعبين القدامى، ونظراً للتفاهم بين اللاعبين داخل الملعب، بدأ رونالدو في استغلال قدراته الجوية، حيث سجل ثمانية بالرأس على مدى ثلاثة مواسم في الدوري ، كما الحال مع واين روني المهاجم الفتاك، الذي كان يسجل الأهداف من أنصاف الفرص، فضلاً عن قدرته على صناعة اللعب بجانب مايكل كاريك، لاعب الوسط المتقدم في الفريق، الأمر الذي جعل فرغيسون يعتمد على رونالدو وروني بصورة كبيرة في جميع المباريات، مشكلين محور الهجوم في الفريق.
حقق اليونايتد ثلاث ألقاب متتالية في الدوري، حيث أصبح مانشستر يونايتد أول نادٍ يفوز بالثلاثية التاريخية: الدوري وكأس إنجلترا ودوري أبطال أوروبا، في موسم واحد، ليس ذلك فقط، بل وصل النادي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا أربع مرات، ثلاث منهم كانت في عهد كريستيانو مع اليونايتد.
الجدير ذكره هنا أن السنوات الثلاث الأخيرة له في يونايتد، تعتبر أفضل ثلاث سنوات في تاريخ النادي من حيث تحقيق الألقاب والفوز بالبطولات.
كيف انتقل رونالدو إلى نادي العاصمة
فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، أراد إحداث ثورة تعاقدات مع العديد من اللاعبين خصوصاً بعد انتقال كل من لويس فيغو، وزين الدين زيدان، ورونالدو البرازيلي.
انتقل رونالدو إلى نادي ريال مدريد عام 2009 قادماً من فريق مانشستر يونايتد بصفقة قدرت بـ 94 مليون يورو، كما انتقل كل من كاكا، وكريم بنزيما، وتشافي الونسو، وراؤول البيول إلى البرنابيو كجزء من عملية إنفاق ربع مليار يورو من أجل تعزيز الفريق تحت قيادة مانويل بالغريني.
لم تكن المهمة سهلة أبداً للمدرب مانويل بالغريني في توظيف هؤلاء النجوم داخل النادي واستثمارهم بشكل جيد للفوز بالبطولات، حيث احتل ريال مدريد المركز الثاني عام (2009-2010)، لكنه لم يكن فريقاً جماعياً، ونتيجة لذلك خرج من دوري أبطال أوروبا في دوري الـ 16 عدة مرات.
تغيرت الأمور عندما تم استبدال بالغريني بجوزيه مورينيو المدرب الجديد للفريق، حيث وجد رونالدو مركزاً ثابتاً له في الهجوم مع امكانية الدخول للعمق، الأمر الذي زاد من حصيلته التهديفية، ازدهر رونالدو بشكل كبير في تلك الفترة مع الفريق، كما تكيف بسرعة مع كلاً من هيوجين وبنزيما في الهجوم، الذين تناوبوا على مركز الهجوم.
كانت الفكرة هي منح المزيد من الحرية ل Bale وBenzema وRonaldo – الثلاثي الذي سيعرف قريبًا باسم “BBC“. تم بيع مسعود أوزيل، الذي كان أحد مساعدي رونالدو في الوسط والهجوم إلى أرسنال، بينما ذهب هيوجين إلى نابولي، محولاً بنزيما إلى قلب الهجوم.
أصبح رونالدو أكثر فاعلية داخل المستطيل الأخضر، تم دعم البي بي سي من قبل خط وسط مجتهد من لوكا مودريتش، أنجيل دي ماريا وألونسو، وساعد هذا المزيج على حصول مدريد على لقب كأس أوروبا العاشر للنادي.
خلال فترة وجود اللاعب داخل أسوار النادي، حقق رونالدو سجلاً تهديفياً كبيراً على مدار مواسم متعددة، فأصبح كريستيانو أحد أكبر رموز النادي التاريخية، وجزء لا يتجزأ من كونه أحد أساطير النادي الملكي حيث سجل حوالي 451 هدفاً في 438 مباراة لعبها مع ريال مدريد وحقق 16 لقب كامل مع النادي الملكي ما بين قارية ومحلية.
انتقال اللاعب الى نادي يوفنتوس
في 2018، صرح ريال مدريد بانتقال لاعبه الى نادي يوفنتوس الإيطالي بصفقة قدرت بمبلغ 100 مليون يورو.
عانى كريستيانو رونالدو من عدم الانسجام سريعاً، حيث شهدت المباريات الأولى حالة من الجفاف، ولكن سرعان ما تأقلم مع الفريق وقد سجل الآن 9 أهداف خلال 15 مباراة منذ توقيعه مع يوفنتوس.
لقد حطم كريستيانو رونالدو العديد من الأرقام القياسية في السنوات الأخيرة، ويبدو انه سيستمر بذلك، وبالتأكيد أصبح يوفنتوس قوة عظمى مع قدوم رونالدو.